حسن العيدروس المعلق اليمني الذي تخطى حدود اليمن بصوته
لو كنت من متابعي كرة القدم على قنوات beIN Sports، أكيد سمعت صوت حسن العيدروس أكثر من مرة.
ذلك الصوت المتزن، العميق، اللي يقدر يوصل لك حرارة المباراة بدون صراخ أو مبالغة.
ببساطة، حسن العيدروس هو التعليق الرياضي في شكله الراقي والهادئ — الصوت اللي يخليك تندمج في المباراة، مش تنزعج منها.
في هذا المقال، راح نحكي عن مسيرة حسن العيدروس، وكيف قدر يثبت نفسه في عالم مليء بالمعلقين الكبار، وليش صار له مكانة خاصة عند الجمهور العربي.
🏁 من البدايات البسيطة إلى قمة التعليق الرياضي
ما في طريق سهل في الإعلام الرياضي، وحسن العيدروس يعرف هذا تمامًا.
منذ بداياته، كان واضحًا إنه مختلف. ما حاول يقلد أحد، ولا حاول يركب موجة الصراخ اللي يعتمدها بعض المعلقين.
بدلًا من ذلك، قرر يقدّم نفسه بأسلوبه الخاص:
تعليق عقلاني، مثقف، متزن، ومع ذلك يحمل دفء المشاعر الكروية.
بدأ اسمه يلمع في القنوات الرياضية الخليجية، حتى وصل إلى beIN Sports، المنصة اللي تجمع أكبر المعلقين في العالم العربي.
ومن هناك، صار اسم حسن العيدروس مرتبط بالمباريات الكبيرة والتحليلات الراقية.
🎧 أسلوب حسن العيدروس: مدرسة مختلفة
لو حاولنا نختصر أسلوب حسن العيدروس في كلمة واحدة، فبتكون “الهدوء”.
بس هذا الهدوء ما يعني برود أو ملل، بالعكس.
هو “هدوء واثق”، يخليك تركز أكثر على التفاصيل، على الجماليات الفنية في اللعب، وعلى الذكاء التكتيكي داخل الملعب.
هو من المعلقين القلائل اللي يعرفون متى يتكلمون ومتى يصمتون.
ما يحاول يملأ الفراغ بصراخ أو حشو كلام، بل يختار كلماته بعناية، كأن كل جملة محسوبة بالملي.
في مباراة مثلاً بين الجزائر والمغرب، تقدر تلاحظ كيف يوصف اللقطة بدون ما يفسدها، وكيف يترك المساحة للمشاهد يعيش اللحظة بنفسه.
أسلوبه أشبه بمعلقين أوروبا — عقلاني، لكن فيه نكهة عربية مميزة.
⚽ المباريات التي صنعت بصمة حسن العيدروس
رغم أنه ما يعتمد على الحماس الصارخ، إلا أن صوته صار جزءًا من أجمل المباريات العربية.
بعض المحطات البارزة في مسيرته:
-
مباريات المنتخبات الخليجية في كأس آسيا، حيث قدر يوصل فخر الشعوب من دون مبالغة.
-
لقاءات الأندية العربية في دوري أبطال آسيا، بصوت فيه احترام للّاعب وللجمهور.
-
تغطيات كأس العالم على قنوات beIN، اللي أثبت فيها أنه من الأصوات الجديرة بثقة الجماهير.
بكل مرة يظهر فيها، يترك انطباع أنيق ومهني، وهذا بالضبط ما ميزه عن غيره.
🗣️ حسن العيدروس مقابل المدرسة الحماسية
تعليق حسن العيدروس يختلف جذريًا عن أسلوب أسماء مثل رؤوف خليف أو عصام الشوالي.
بينما يعتمد أولئك على الصراخ والتفاعل المفرط، هو يقدم تجربة مختلفة — أكثر نضجًا وهدوءًا.
وفي الحقيقة، الجمهور ما يبحث دائمًا عن الصخب.
في مباريات كثيرة، الناس يفضلون يسمعون صوت يشرح ويحلل ويهدّي إيقاع اللعبة، مو يرفع الضغط.
ولهذا صار حسن العيدروس خيار المعلقين “المثقفين”، اللي يحبون كرة القدم كفن، مش كعاصفة.
💭 رأيي الشخصي: حسن العيدروس هو “التوازن”
بصراحة؟
أعتقد إن حسن العيدروس هو أفضل مثال على أن “الهدوء قوة”.
هو يثبت أن التعليق الرياضي مش لازم يكون كله انفعال وصوت عالي، بل ممكن يكون فن راقٍ في اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب.
تابعت مباريات كثيرة بصوته، وكنت دائمًا أخرج بإحساس مريح.
تحس إن المباراة كانت تجربة فكرية وجمالية، مش مجرد 90 دقيقة من الصراخ.
وحتى لو المباراة كانت عادية، صوته يخليها راقية.
🌍 مكانة حسن العيدروس في الإعلام العربي
اليوم، يُعتبر حسن العيدروس واحدًا من أكثر المعلقين احترامًا في الساحة الرياضية العربية.
زملاؤه يصفونه بالمثقف الهادئ، والمشاهدون يرونه “النسخة الناضجة من التعليق الكروي”.
في زمن يطغى فيه الضجيج على الجودة، هو اختار طريق مختلف، طريق الأصالة والاحتراف.
والأجمل؟ أنه ما حاول يغير نفسه ليرضي السوق — بل جعل السوق يحترم أسلوبه.
🎙️ حسن العيدروس والجيل الجديد من المعلقين
الكثير من المعلقين الشباب اليوم يتأثرون بـ حسن العيدروس.
مش بالصوت فقط، بل بالمنهج.
بفكرته إن المعلق مش مجرد “مذيع” يوصف، بل “ناقد فني” يشرح ويوجه المتابع بطريقة ممتعة.
تقدر تقول إنه فتح باب جديد في التعليق العربي، باب يوازن بين التحليل والاحساس، بين المعلومة والمتعة.
🔥 سر نجاح حسن العيدروس
خلنا نكون صريحين: النجاح في مجال التعليق مش سهل.
فيه منافسة شرسة، وأسماء كبيرة، وضغط جماهيري عالي.
لكن حسن العيدروس كسب احترام الجميع، لأنه قدم نفسه مثل ما هو — بلا تصنع، ولا تمثيل، ولا صراخ مفتعل.
سر نجاحه؟
هو “الصدق”.
الصدق في المشاعر، والصدق في الكلمة، والصدق في احترام عقل المشاهد.
🎬 تأثيره على تجربة المشاهدة
هل لاحظت كيف يقدر حسن العيدروس يرفع من جودة المباراة حتى لو كانت مملة؟
تعليقه الهادئ يخليك تركز على مهارات اللاعبين، على الخطط، على الجماليات الصغيرة اللي ممكن تغيب وسط الصخب.
وهذا هو الفرق بين “معلق يصنع جوًّا” و”معلق يشرح الجوّ”.
🏁 الخاتمة
في النهاية، حسن العيدروس مش مجرد صوت في الخلفية.
هو جزء من تجربة المشاهدة الحديثة، وواحد من الأصوات اللي أعادت تعريف “المتعة الهادئة” في كرة القدم.
قد لا يصرخ مثل الآخرين، لكنه يخليك تبتسم وتفكر وتستمتع.
وبالنسبة لي؟
هو ببساطة المعلق الذي يتحدث إلى عقلك وقلبك في نفس الوقت.